ورشة عمل عن"دور الإعلام اللبناني في الإنتشار" وتوصيات تطبيقية للجنة النساء في الجامعة الثقافية

نظّمت لجنة النساء المتحدرات من أصل لبناني في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ورشة عمل عنوانها "دور الإعلام اللبناني في الإنتشار" برعاية وزير الاعلام طارق متري الذي مثله مستشاره الاعلامي أندريه قصاص. وحضر رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ايلي حاكمة، ورئيسة اللجنة النسائية في الجامعة هيفاء الشدراوي، والرئيس السابق للجامعة بشارة بشارة ونواب للرئيس العالمي ورؤساء فروع ووجوه إغترابية.
كذلك حضر قاضي الهجرة في كندا ألان عياش، ونقيب الصحافة محمد بعلبكي، والزميل أنطوان فرنسيس ممثلاً نقيب المحررين ملحم كرم، ومديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية لور سليمان صعب، وعدد كبير من الاعلاميين.
بعد النشيد الوطني وكلمة لعريفة الورشة الزميلة رلى مخايل، ألقت رئيسة لجنة النساء المتحدرات من أصل لبناني السيدة هيفاء الشدراوي كلمة قالت فيها: "إن لجنة النساء المتحدرات من أصل لبناني منبثقة من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وتأسست بهدف جمع النساء اللبنانيات اللواتي تركن لبنان لظروف معينة وانتشرن في مختلف أصقاع الأرض، وضمهن في بوتقة واحدة، ولهذه اللجنة خطة مستقبلية نطمح الى تنفيذها بتعاون جميع النساء اللبنانيات في لبنان والمنتشرين في العالم.
ومن ابرز أهدافنا تعريف الأبناء المنتشرين بالعادات والتقاليد اللبنانية.
وتنظيم مؤتمرات خاصة بالمرأة، في البلدان التي تكثر فيها حركة الهجرة اللبنانية، كاوستراليا وأميركا والبرازيل وغيرها".
ثم القت مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" كلمة أشارت فيها: " الى أن الوكالة فكرت خلال انطلاقتها الجديدة بالمنتشرين وطريقة اطلاع اكبر عدد منهم على أخبار لبنان ولاسيما منهم الذين لا يعرفون اللغة العربية، فعملنا، في إشراف من معالي وزير الاعلام الدكتور طارق متري مباشرة على تخصيص صفحتين باللغتين الفرنسية والانكليزية على الموقع الالكتروني للوكالة مع تخصيص زاوية للنشرات الصوتية باللغات العربية والفرنسية والانكليزية كي يتمكن الذين يعرفون التكلم باللغة العربية ولا يجيدون كتابتها من الاطلاع على أخبار لبنان.

حاكمة
ثم كانت كلمة لحاكمة قال فيها:" تبدو وسائل الإعلام والاتصال حلا عجائبيا لمواكبة الانتشار اللبناني في دول الاغتراب. كيف لا، وهي أسقطت الحدود السياسية مخترقةً حاجزين رئيسيين: حاجز المكان بحيث يتم التواصل عبر المحيطات بتخطي المسافات أينما كان الشخص الآخر، و حاجز الزمان بحيث بات التبادل آنيا، فضلا عن أن تخزين المعلومة جعلها تحت التصرف في كل وقت.
بينما كنا في ما مضى، زمن المهاجرين الأوائل نعيش في غربة حقيقية حيث كانت تنقطع اخبارنا عن الأهل والوطن وكانت الرسائل المتبادلة تعبر البحار والمحيطات وتستغرق اشهرا وأحيانا سنوات لتصل الى مقاصدها.
اليوم، أينما كنا في العالم، نطالع الصحف اللبنانية مع قهوة الصباح، ونشاهد أخبار الثامنة مساء عبر الفضائيات ونشارك من أي مكان في العالم في نقاش تلفزيوني أو اذاعي في وسائل الاعلام المحلية، او في الإحتفالات الوطنية، فنعيش مع الأهل والوطن الشعور والأحاسيس نفسها ونحافظ على روابط الانتماء فضلا عن التفاعل الثقافي وهو اساس في الحفاظ على الهوية وعدم الذوبان في المجتمع الجديد.
فعلى الدولة الجامعة ان تدرك الدور المهم الذي يقوم به الإعلام في حياة البشر. فبعدما كان الناس قديما يفتشون عن الخبر، أصبح الخبر اليوم يفتش عن الإنسان ويلاحقه في كل مكان.
والاغتراب اللبناني يستأهل من الاعلام إلتفاتة مميزة، ليبقى الوطن حيا في ذاكرة أبنائه المنتشرين، ولكي يبقى الوطن بالنسبة اليهم أرض الميعاد وقبلة العودة. فالاعلام صلة الوصل والكلمة السحرية التي تربط بين الأصل والفرع، الكلمة المسؤولة التي تدخل الى قلب المغترب وعقله ليبقى الوطن بالنسبة اليهم أيقونة ً تحرس بضوء العيون، ودماء القلوب .

قصاص
ثم كانت كلمة لقصاص، الذي أبدى ملاحظات منها:
"اولا: ان تأثير الاعلام لم يكن ذا شأن في التسعينات ، وما قبلها ، وما بعدها بقليل، اذ ان تناقل اخبارالوطن كان يتم بوسائل شبه بدائية، ولكن تلقفها كان بلهفة اكثر.
ثانيا: إذا كان الهدف الاعلامي ايصال اخبار لبنان وما يدور على ساحته من احداث، بسلبياتها وايجابياتها، فان الانترنت والفضائيات، التي لم تكن متوافرة في السابق، تقوم اليوم بالدور المطلوب منها على اكمل وجه، بحيث ان متتبعي اخبارالوطن يعرفون احيانا كثيرة ما يجري فيه من احداث وتطورات اكثر بكثير من اللبنانيين المقيمين انفسهم.
ثالثا: لم يكن للاعلام اللبناني هاجس اسمه الاغتراب اللبناني ، بمعنى ان القيمين على الاعلام الخاص والعام لم يفكروا، ولو للحظة واحدة، في ان يخصصوا مساحات من صفحاتهم اواثيرهم، باستثناء تجارب خجولة ومحدودة، للتوجه مباشرة الى الاغتراب في محاولة لمد جسور فكرية وروحية وحتى مصلحية بين المقيمين والمنتشرين وحتى بين المنتشرين انفسهم الموزعين على اربعة اقطار العالم.
رابعا: (...) لا الدولة اللبنانية ولا الاحزاب في لبنان، والاعلام اللبناني بالاخص، تعاملوا مع الاغتراب الا من زاوية انه ، واعذروني على التعبير، بقرة حلوب. نتعامل معه اذا كانت مصالحنا الشخصية في سلم الاولويات. والا فأنه من المنسيات.
المطلوب، وهذا ما نحن مدعوون الى مناقشته بالعمق في ورشتنا هذه، ان نضع استراتيجية واضحة المعالم والاسس والاهداف لخطة اعلامية يشارك فيها الاعلام الخاص والاعلام العام على وجه التحديد، وبالاخص تلفزيون لبنان المؤهل اكثر من غيره لكي يكون ذاك الجسر الدائم بين الداخل والخارج، فيؤدي الدور الاساسي في سياسة تنمية العلاقات بين اللبنانيين المقيمين والمنتشرين وفق معايير وطنية محددة الاهداف ، وضمن مخطط توحيدي وتكاملي".

جلسات عمل
ثم عقدت جلسة عمل اولى بعنوان:"الاعلام المرئي في الانتشار" تحدث فيها الاعلامي خليل صاصي من تلفزيون "تيلي لوميار"، فشدد على "أهمية دور الاعلام في التوجه الى المغتربين"، مطالبا بـ "برامج اغترابية تلفزيونية دائمة، وشدد على دور السفارات والقنصليات في الاتصال الدائم بالمنتشرين.
ثم تحدث الاعلامي فادي حلبي عن تجربته في دور الاعلام المرئي من خلال برنامجه "تواصل" الذي يبث عبر شاشة إخبارية "المستقبل"، فأشار الى "ضرورة إيجاد وحدة إعلامية تؤمن التواصل بين لبنان المقيم ولبنان الإنتشار واللبنانيين المنتشرين أنفسهم".
ثم عقدت جلسة عمل ثانية بعنوان:" دور الاعلام المقروء في الانتشار" تحدث فيها الزميل في "النهار" حبيب شلوق، فأشار الى "اتساع تأثير الاعلام المقروء على المغتربين بجملة عوامل ابرزها: حاجة المغتربين الى الاستعانة بالوسائل الاعلامية المكتوبة للاطلاع على تفاصيل ما كان يبثه الاعلام المرئي لفترات قصيرة لم تكن تلبي لهفة المغتربين لمتابعة اوضاع الوطن الام، اتساع دائرة الخطوط الجوية اللبنانية لتشمل دولا بعيدة جدا ونقل مواد اعلامية مطبوعة تشفي غليل اللبنانيين المنتشرين في معرفة احوال بلدهم الام، ثورة الانترنت التي جمعت لبنان المغترب بلبنان المقيم، ومحطات تلفزيون اجنبية عوضت في بثها اخبارا على لبنان بعض تقصير المحطات اللبنانية او كانت مكملة لها، تسابق السياسيين اللبنانيين على دخول دنيا الانتشار مع بروز توجهين سياسيين بارزين في لبنان، تحركات البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير نحو دول الاغتراب وقد اقام لها الاعلام المكتوب صفحات واسعة".
والقى نبيل ابو غانم عن الاعلام المرئي، مداخلة، اعتبر فيها "ان اللبناني في الخارج ليس مغتربا عن قضايا وطنه، ولا مهاجرا، انه مهجّر، ونتعامل معه على قاعدة حاجتنا اليه"، مشيرا الى "اننا ننظر الى المنتشرين كأرقام وكأصوات وليس كإحتياط، نناشده عند الحاجة وننساه عند الحاجة الينا".
وعقدت جلسة ثالثة بعنوان:"دور الاعلام المسموع في الانتشار" تحدثت فيها نجوى جرداق ممثلة المدير العام لـ "اذاعة لبنان الحر" طوني مراد، فأشارت الى "اهمية البث الاذاعي في التواصل مع المنتشرين نظرا الى سهولته وعدم تقيده بظروف معينة اذ يمكن الاستماع الى الاذاعة في مختلف الوضعيات قيادة سيارة او خلال العمل وفي اوقات الترفيه، وهذا ما يفسّر كما قالت كثافة الاتصالات بالاذاعة من كل المغتربات، وطلب الكثيرين من المتصلين تزويدهم نسخاً من بعض البرامج التي تشعرهم بانها تربطهم بوطنهم روحيا وتراثيا وفنيا".
ثم كانت مداخلة للزميلة في إذاعة "الشرق" ريميال نعمه تحدثت فيها عن تجربتها في العمل الاعلامي الاغترابي من خلال البرنامج الاغترابي الذي تعده عبر اثير إذاعة الشرق، لافتة الى "ما يعانيه الاعلامي في مؤسسته من معوقات تحول دون إعطاء البرامج حقها منها تحديد التوقيت الزمني لبرنامج وفرق التوقيت بين لبنان والدول الاخرى".
وختاماً، توصيات منها:
"إيجاد وحدة إعلامية تؤمن التواصل بين لبنان المقيم ولبنان الإنتشار، وبين اللبنانيين المنتشرين أنفسهم، العمل لمساعدة تلفزيون لبنان لاداء دور أساسي في سياسة تنمية العلاقات بين اللبنانيين المقيمين والمنتشرين، إصدار منشورات دورية عن نشاط أبناء الجالية ونشاط الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، زيادة البرامج التلفزيونية المخصصة للإنتشار وزيادة ساعات البث، تفعيل دور البعثات الديبلوماسية (سفارات وقنصليات) في التواصل مع المنتشرين، إقامة نشاطات خاصة بالمغتربين في قراهم وبثها إلى المغتربات عبر وسائل الإعلام، تخصيص ساعة في الأسبوع لأخبار الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والإنتشار اللبناني في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة مع تخصيص زاوية للمنتشرين في الصحف اليومية، الحرص على نقل الخبر الدقيق والصحيح مع تلافي ما يثير النعرات ويؤجج الخلافات السياسية، التوجه إلى كل جيل من أجيال المهاجرين في حقب مختلفة بما يلائم خصوصية كل من هذه الأجيال مع الأخذ في الإعتبار عامل اللغة.
ثم أعلن تخصيص جوائز سنوية لأفضل عمل إعلامي مسموع ومرئي ومقروء. واقامت اللجنة النسائية غداء تكريميا.