أرشيف الأخبار

للدكتورين جورج فريحة وجورج المر اصدار عن "مسارات التربية في لبنان" يتناول التربية ودورها في بناء المواطنية، والمعلم ودوره في تنشئة المواطن الصالح، والمناهج التعليمية في لبنان، والقطاع الجامعي بين واقع الحال والمرتجى المنشود، الى التربية الرياضية والتربية البيئية، ودور المدرسة والأهل في عملية الارشاد المدرسي والمهني، وتدريس القيم. ومما جاء في مقدمة الكتاب:
"هناك فرضية تربوية تكاد تلامس الحقيقة مفادها: لو تسنى للبناني ان يوظف التربية توظيفا صادقا وفاعلا منذ فجر الاستقلال وحتى نهاية التسعينات (المتزامن مع نهاية القرن الماضي) لكان تفادى، والى حد كبير هول المؤامرة التي حيكت ضده.
ونحن بدورنا نقول: لو عرف اللبناني، وكان يجب ان يعرف جيدا كيف يخرج من محنته، آخذا من مأساة المؤامرة وتداعياتها دروسا وعبرا لكان افاد من فرص ضاعت، لينصرف الى العمل المجدي لبناء وطن على اسس متينة وثابتة.
اما وقد وقع المحظور وهو الحرب بين 1975 وحتى يومنا هذا، واصيب اللبناني بمحنة قاسية، ما بعدها محنة، قضت، او كادت تقضي على معظم حياته الحيوية وبنيته البشرية فقد حاول جاهدا استيعاب أزمته (لا بل مصيبته) مشخصاً مشكلته وباحثا عن حلول لها عله يهتدي الى الطريق السوي ليعاود مسيرة البناء والاعمار.
وعبر هذا المنعطف الحياتي والخطر في تاريخ لبنان الحديث، لا بد وان نطرح بعض الاسئلة حول الخيارات التي يمكن ان يعتمدها اللبناني في تطوير نظامه التربوي، وعلى وجه التحديد: هل فكر اللبناني مليا في اي تربية يريد، ولأي وطن، ولأي مواطن؟ وكيف يوظف هذه التربية، وعلى اكثر من صعيد في اعادة بناء الوطن، واعداد المواطنية الصالحة للمباشرة في عملية البناء هذه؟ (...).
التربية في لبنان اليوم متعثرة بوجه عام بدءا من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية وبنوع خاص في المرحلة الجامعية. التربية في لبنان، كسائر القطاعات تأثرت في الحرب لكن تأثرها وتدنيها اخطر بكثير من تدني اي قطاع آخر. واذا تعثرت التربية تعثر شعب كامل لانها هي التي تصقله وتحضر فكره ودماغه لمواجهة العواصف والاعاصير، وهي بالتالي تحول من ان يتحول بين ليلة وضحاها حيوانا كاسرا يفقد كل القيم وينبذ كل الموازين الحضارية.