«هذا لقاء وطني مميز أكثر منه احتفالاً بتكريم شخصية إعلامية»،
وكذلك كان بالفعل حفل التكريم الذي أقامته الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه العلمي لرئيس تحرير «السفير» طلال سلمان، في فندق البريستول، مساء الثلاثاء الماضي، لمناسبة اختياره رجل العام الإعلامي لسنة 2009 ومنحه جائزة الصحافة العربية.
فلقد جمع الحفل كوكبة من أهل السياسة وأهل القضاء ومن أهل التعليم ومن أهل الاقتصاد وأهل الإعلام بمختلف تلاوينه، إضافة إلى أركان الجمعية وأصدقائها الكثر... كما أن عدداً من السفراء العرب جاءوا إلى الاحتفال ليضفوا عليه ما يؤكد الهوية التي قدمتها «السفير» عن نفسها منذ العدد الأول وحتى اليوم.
وكان الجو حميماً، عبّرت عنه الكلمتان اللتان ألقى أولاهما رئيس الجمعية جميل إبراهيم والثانية طلال سلمان، أفضل تعبير: إذ اتجه الحديث إلى دور الصحافة في خدمة شعبها، كما إلى دور الجهد المنظم في خدمة المجتمع.. وكان للانتصار في مواجهة الحرب الإسرائيلية دور «التقديم» خصوصاً أن التكريم يتزامن مع الذكرى الثالثة لذلك الإنجاز الوطني البارز.
وقد اعتبر نقيب الصحافة محمد بعلبكي التكريم للصحافة اللبنانية جميعاً، وشاركه الرأي الزملاء إدمون صعب وجهاد الزين وجورج غانم وثائر كرم و«وردة» صوت لبنان ومريم البسام وعرفات حجازي وواصف عواضة والعديد من رفاق السلاح في مهنة المتاعب.
حضر العشاء التكريمي: الوزراء غازي زعيتر وفوزي صلوخ وعلي قانصو، والنواب نهاد المشنوق، محمد رعد، علي فياض، عبد اللطيف الزين، مروان فارس، علي بزي، ياسين جابر، وعباس هاشم، ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا، ومن أعضاء المجلس الدستوري القاضي أحمد تقي الدين والقاضي أسعد دياب، ورئيس مجلس الأمناء لجمعية المقاصد أمين الداعوق، ورئيس غرفة التجارة والصناعة غازي قريطم وممثل قائد الجيش وبعض كبار الضباط، والسفراء: السعودي اللواء علي العسيري، الكويتي عبد العال سليمان القناعي، المغربي علي أومليل، والقنصل الأول في السفارة المصرية ياسر علوي، والقائم بأعمال السفارة السورية د. شوقي الشماط، وحشد من الوزراء والنواب السابقون ورجال الدين والشخصيات السياسية والاقتصادية والقضائية والإعلامية والاجتماعية والثقافية وهيئات المجتمع المدني.
عرّف بالحفل عضو الجمعية واصف شرارة، وقد ألقى رئيسها المهندس جميل إبراهيم كلمة الجمعية مستهلاً بسؤال: «قد يسأل سائل، لماذا تحتفي جمعية تعنى بشأن تربوي علمي اجتماعي، بالمطرب السياسي طلال سلمان، كما وصفه ذات يوم، دولة الرئيس الدكتور سليم الحص؟»، تلته إجابة: «خلال مسيرتنا في الجمعية، وعبر استقبال طلبات منح التخصص العلمي العالي، التي تقدمها الجمعية كل سنة، وعبر رعاية الأيتام والمسنين، لقينا من الأستاذ طلال سلمان، ومن جريدة «السفير» دعماً كاملاً لا تردد فيه».
وأكمل: «وخلال مسيرتنا أيضاً، دخلنا في علاقات حميمة مع عدد كبير من الناس البسطاء الطيبين، الذين يتحرقون شوقاً الى دولة ساهرة راعية، تؤمن لمواطنيها فرص العلم والعمل والعدل والمساواة، شوقاً نابعاً من معاناة هؤلاء المكافحين وتضحياتهم اليومية في سبيل تأمين العلم والخبز والكرامة لأبنائهم».
وتطرق إلى «كل الأسى والغضب الذي يولده اكتشاف الأساس السياسي والاجتماعي لحرمان فئات واسعة من الناس، دفعنا نحن العاملين في الجمعية الى زيادة نشاطنا وتوسيع آفاقنا، والى الانفتاح على الأصوات التي تدعو الى رفع الظلم والتحرر والى النهضة والتقدم».
ثم وصف علاقة الجمعية بالمكرّم: «لقد وجدنا في الصديق طلال سلمان وجريدة «السفير» هذا الصوت الذي يحمل رسالة وطنية وقومية وإنسانية... فالتقينا معه «على الطريق»... يربط بيننا هدف مشترك هو: فتح الطريق لنهضة شاملة ترد لشعوبنا العافية والمكانة».
وأضاف: «منذ عشرين سنة ونيف أطلق طلال سلمان شعاره الشهير: «جنوباً در جنوباً سر وانتصر»... وانتصرت المقاومة وتحرر الجنوب... طبعاً لم يتحرر بهمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن في تطبيق القرار 425، بل تحرر بالمقاومة والتضحيات كما تعلمون. ومنذ عشرين سنة ونيف، قالها طلال سلمان، بيروت النوّارة بيروت اللؤلؤة وكأنه يقولها الآن: «بيروت العاصمة، لا تجد نفسها إلا في اطار عمل وطني، تتسامى راياته فوق الطوائف والأحزاب»».
وتساءل إبراهيم: «هل تأخرنا في تكريمه؟ لا أبداً... لعل غيرنا الذي تأخر... فنحن في الجمعية من اختاره منذ أعوام طويلة شخصية كل عام، ليس على صعيد الصحافة والاعلام فحسب، بل على صعيدي الثقافة والنضال أيضاً».
وختم بالــقول: «لك أيــها الصديق طلال محبتنا في الجمعية وتقديرنا، وأطيب التمنيات لك ولجريدة «السفير» خاصة، وللصــحافة اللبنانية عامة، وللبنان المجد والحرية والاستقلال والتقدم والازدهار».
وألقى ناشر «السفير» الزميل طلال سلمان كلمة شكر استهلها بوصف العلاقة ما بين الجهة المكرّمة والمحتفى به: «بين الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه العلمي و«السفير» صلة رحم.. فإذا كانت «السفير» هي صوت الذين لا صوت لهم، فإن هذه الكوكبة من المتطوعين في هذه الجمعية قرروا ثم حاولوا ان يكونوا «أهل الذين لا قدرة لأهلهم»، من النابهين والمجتهدين، على تعليمهم، ففتحوا لهم أبواب الجامعات في الداخل والخارج، فنجحوا... وها هم متخرجو الجمعية يحتلون مواقعهم في خدمة مجتمعهم بكفاءاتهم».
وتابع: «لقد وفرت هذه الجمعية، رئيساً وأعضاء، فرصة الغد الأفضل للعديد من أبناء شعبنا، ممن لم يكن لهم فرصة لاستكمال التحصيل اقله في مجال التعليم الجامعي، لا سيما من أبناء أهلنا في الجنوب الذي قدم ـ كطليعة للجهات الأخرى من هذه الوطن ـ الآلاف من شبابه ونسائه وشيوخه وعجائزه وأطفاله شهداء لتحرير الأرض بالإرادة وبالإيمان بها وطناً لكل أبنائها».
ووعد: «شكري لكم وهو عميق، سأحاول ان أقدمه بمزيد من الإخلاص لقضايا الناس، لهمومهم الثقيلة، لمحاولة صد الفتنة التي تتهدد الوطن وشعبه، ورفع صوت أهلنا، ولا سيما شبابنا في المطالبة بحقهم في الحياة كمواطنين وفي ان تكون لهم دولة، وفي ان تكون لهذه الدولة هويتهم، وهي العروبة، المؤكدة لوطنيتهم والحافظة لدماء شهدائهم الذين افتدوا بها».
وختم سلمان بالقول: «لا أستطيع ان أفيكم، وكل من حضر معنا، حقكم من الشكر، إلا عبر التأكيد أن «السفير» ستظل ما كانته دائماً، وما هي عليه الآن، حتى ونحن نعيش بعض أصعب وأقسى الظروف التي مرت بنا، والتي تعودنا أن نواجهها دائماً بالاستناد الى دعمكم المفتوح». حيا الله الجمعية الإسلامية للتخصص والتوجيه العلمي، بشخص رئيسها الأخ جميل إبراهيم ونائبه علي اسماعيل وأركانها جميعاً، وكلهم صديق غال».
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
30 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 |