عن التقرير

«تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية» هو المجلد الخامس من سلسلة تقارير التنمية الانسانية العربية التي يرعاها برنامج الامم المتحدة الانمائي ويضعها، من وجهة نظر مستقلة، عدد من المثقفين والباحثين في البلدان العربية.
وكما التقارير التي سبقته، يتيح هذا التقرير للمفكرين العرب البارزين منبرا يطرحون من خلاله تحليلاً شاملاً لبيئاتهم المعاصرة، وهو ليس تقريراً تقليدياً يجري اصداره من الامم المتحدة، انما هو دراسة مستقلة تعبر عن موقف مجموعة من المثقفين من مختلف البلدان العربية ربما لم تكن تقييماتهم الرصينة الحافلة بالنقد الذاتي، لتجد آذاناً صاغية في ظل الظروف السائدة في المنطقة. ويعزز وجهات نظر المؤلفين استطلاع للرأي أجري في اربعة بلدان عربية هي الارض الفلسطينية المحتلة والكويت ولبنان والمغرب، ويشتمل على مجموعة من السياقات السياسية والثقافية للتحليلات الواردة في التقرير. (...) تتناول الدراسة الحالية أمن الانسان في البلدان العربية انطلاقا من الاطار الذي وضعه «تقرير التنمية البشرية لعام 1994» حول امن الانسان. وينطلق هذا التقرير من ان جوانب القصور التي حددت معالمها التحليلات الواردة في تقرير التنمية الانسانية العربية الاول ربما تكون بعد مرور سبع سنوات على اصداره قد ازدادت عمقاً. ومن هنا، ينشأ السؤال: لماذا كانت العقبات التي تعترض سبيل التنمية في المنطقة عصية على الحل؟
يرى هذا التقرير الجديد أن الاجابة تكمن في هشاشة البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المنطقة، وفي افتقارها الى سياسات تنموية تتمحور حول الناس، وفي ضعفها حيال التدخل الخارجي. وتضافرت هذه العناصر لتقويض أمن الانسان، وهو الأساس المادي والمعنوي لحماية وضمان الحياة، ومصادر الرزق، ومستوى من العيش الكريم للأغلبية. ذلك ان امن الانسان من مستلزمات التنمية الانسانية وقد ادى غيابه على نطاق واسع في البلدان العربية الى عرقلة مسيرة التقدم فيها.
(من الموجز ص1)