أضرم مستوطنون النار وألحقوا أضرارا بأشجار في مزارع يملكها فلسطينيون في الضفة الغربية أمس، رداً على تدمير الجيش الاسرائيلي أحد المواقع الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اسرائيل الى تطبيق التزاماتها الواردة في "خريطة الطريق" من اجل بدء المفاوضات بين الجانبين.
وقال مزارع فلسطيني من قرية بورين بالضفة الغربية، إن ما بين خمسة وستة مستوطنين كانوا يقطعون أشجار الزيتون، وان بعضها قطع ولحقت أضرار بالبعض الآخر، وإنهم فروا عندما شاهدوا المزارعين قادمين. وأضاف أنه شاهد نحو عشرة مستوطنين يمتطون خيولاً ويحملون مشاعل يضرمون النار في ما بين 1500 و2000 شجرة.
واكد مسؤول أمني فلسطيني ان مستوطنين أضرموا النيران الاثنين في 1500 شجرة زيتون يملكها فلسطينيون في الضفة الغربية ورشق آخرون سيارات بالحجار. ولم يكن لدى ناطقين باسم الجيش والشرطة الإسرائيليين تعليق. بيد ان تقارير إعلامية إسرائيلية افادت ان غضب المستوطنين كان رداً على تفكيك الجيش قبل ساعات منزلاً متنقلاً في موقع مستوطنة غير شرعية بنيت من دون ترخيص من الحكومة الإسرائيلية.
الدعم الحكومي للمستوطنات
واظهرت دراسة للشبكة السياسة الاسرائيلية – الاوروبية، وهي مشروع لمركز ماكرو للاقتصادات السياسية الذي يتخذ تل ابيب مقراً له لاستكشاف العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الاوروبي، ان المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة تحصل على حصة أكبر بكثير من المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة الاسرائيلية الى المجالس البلدية في اسرائيل ذاتها.
وجاء في الدراسة، التي تتابع تطور المستوطنات اليهودية منذ حرب 1967 حتى اليوم، ان عدد سكان المستوطنات ينمو ايضاً بمعدل يزيد على ثلاثة أضعاف معدل نمو سكان اسرائيل.
وقالت انه "بينما المجالس البلدية الاسرائيلية كلاً تحصل على 34,7 في المئة من الحكومة وتحصل على نسبة اخرى تبلغ 64,3 في المئة من دخلها، فان بلديات المستوطنات تحصل على 57 في المئة من الحكومة و42,8 في المئة من دخلها الخاص". وأضافت ان الحكومة الاسرائيلية خصصت 4,1 في المئة من موازنتها الاجمالية للمجالس البلدية للمستوطنات على رغم انها تؤوي 3,1 فقط من مجموع السكان الاسرائيليين.
وقدّرت الدراسة قيمة كل المباني في المستوطنات، حيث ينتقل سكان بعضها للعمل في مناطق اخرى لأنه ليست فيها صناعة توفر مصدراً اساسياً للدخل، بنحو 18 مليار دولار.
وقال مدير الشبكة روبي ناثانسون: "ليست المستوطنات وحدها هي التي تؤثر على الاولويات في عملية صنع القرار في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الحكومة الاسرائيلية، لكن الحكومة الاسرائيلية تمول أكثر من نصف المبالغ اللازمة لاستمرار وجودها".
وأوضحت الدراسة ان ذروة بناء المستوطنات كانت في الفترة بين عامي 1977 و1983 في عهد رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن وهي الفترة التي بنيت فيها أكثر من 56 في المئة من المستوطنات. وذكرت ان "النشاط الاستيطاني تراجع بدرجة كبيرة بعد عام 1985". وفي العقد التالي بعد عام 1967 كان البناء قاصراً على مناطق فيها عدد ضئيل متفرق من السكان الفلسطينيين، ولكن في وقت لاحق امتد الى مناطق فيها كثافة سكانية فلسطينية عالية.
ولاحظت انه "في السنوات العشرين الاخيرة، وعلى رغم مفاوضات السلام المستمرة، فان عدد سكان المستوطنين في الضفة الغربية ارتفع الى أكثر من الضعفين بمعدل نمو أسرع بكثير من سكان اسرائيل". و"هذه الزيادة ما كان ليمكن تحقيقها من دون الدعم النشيط من جميع الحكومات الاسرائيلية في هذه الفترة".
عباس
واشترط الرئيس الفلسطيني تفكيك المستوطنات لمعاودة مفاوضات السلام مع إسرائيل والتي توقفت قبل ستة أشهر، مشيرا إلى أن "خريطة الطريق" تشترط ذلك.
وصرح في مؤتمر صحافي: "تفكيك المستوطنات العشوائية جزء من المطالب الدولية الواردة في خطة خريطة الطريق والمطلوب تجميد كل النشاطات الاستيطانية ايضاً كما ورد في خطة خريطة الطريق... هذه المطالب، بالاضافة الى الاعتراف بالدولتين، هي المطالب الدولية المطلوبة من دولة اسرائيل، لذلك عندما تلبي اسرائيل مثل هذه المطالب بالتأكيد سنذهب الى المفاوضات في شأن قضايا الوضع النهائي".
توغل جنوب غزة
وفي غزة، افاد شهود فلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي توغل قرب خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث دمر منزلاً من ثلاث طبقات ومزارع.
وقالوا ان الجيش الاسرائيلي توغل مسافة 500 متر داخل غزة مستخدماً دبابات، ودمر المنزل بواسطة جرافة، من غير ان تشير الى اصابات في صفوف الفلسطينيين.
وبثت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين اطلقوا النار على جنود قرب الجدار الذي يفصل غزة عن الاراضي الاسرائيلية في جنوب القطاع، مما دفع الجنود الى الرد.
من جهة اخرى، قال مصدر طبي فلسطيني ان اسرائيل سلمت جثة فلسطيني (22 سنة) كان اصيب مساء الاحد بأيدي جنود اسرائيليين قرب الجدار، ثم توفي في مستشفى اسرائيلي.
وكانت ناطقة عسكرية اسرائيلية صرحت بأن فلسطينيا اقترب من الجدار الفاصل بين غزة والاراضي الاسرائيلية اصيب الاحد برصاص جنود اسرائيليين. وقالت ان هذا الفلسطيني شوهد بينما كان يقترب من الجدار في قطاع معبر ناحال عوز. وبعد طلقات تحذيرية، أطلق الجنود النار في اتجاهه. وقد اصيب ونقل الى مستشفى اسرائيلي.