المتن الاعلى ـ هلا ابو سعيد
بدأت بلدة حمانا باستعادة دورها كعاصمة للمتن الأعلى سياحيا، من خلال الأنشطة والمشاريع الحديثة التي يعمل عليها المجلس البلدي مع الفعاليات في البلدة وبلديات أوروبية، بعد الاتفاق مع مقاطعة برشلونة الإسبانية، في إطار اتفاقية التعاون مع بلدية ثيرس ـ برغيدا التي أنشأت المكتب المحلي للتنمية.
وحمانا صاحبة التاريخ العتيق بصناعة المهرجانات عادت لتستعيد دورها في هذا المجال، بعد النجاح الباهر الذي حققه مهرجان الفكاهة المميز بنوعية ضيوفه الكوميديين العالميين واللبنانيين الذي نظمته البلدية بالتعاون مع شركة آوربان آرت ليكون المهرجان الكوميدي المتعدد اللغات الأول من نوعه في لبنان. ولقد استقطب هذا المهرجان عشرات الآلاف من السياح والمغتربين اللبنانيين، وأعاد الحركة السياحية لحمانا والجوار.
ويوضح رئيس بلدية حمانا حبيب رزق أن نجاح مهرجان الفكاهة السنة الماضية اعطى مردوداً اقتصادياً هام جداً، حرك الدورة الإقتصادية في البلدة، وأنعش العرض والطلب في المحال التجارية فزادت المبيعات نحو 30 بالمئة، وشغلت جميع المنازل والشقق المفروشة والفنادق الأمر الذي دفع التجار والأهالي إلى مطالبة البلدية بتمديد فترة عرض المهرجان يومين هذا العام.
ويشرح رزق أن البلدية عقدت العزم لتعيد لحمانا دورها السياحي والإقتصادي وتعمل لتنمية المقدرات البشرية والطبيعية، فإلى جانب تعاقدها مع أصحاب المحال المقفلة في السوق العتيقة لاستثمارها في الأنشطة السياحية والمعارض، قررت أن تعزز دور حمانا كبلدة "سياحة إيكولوجية" عبر تعاونها مع اتحاد بلديات ثيرس- برغيدا، التي مولت ضمن اتفاقية التعاون والمشاركة مشروعا بقيمة 30 الف يورو هدفه استثمار السياحة البيئية الايكولوجية في تضاريس حمانا الجبلية، ومساحاتها الخضراء، وبدأت الدراسات والتحضيرات لإنجاز هذا المشروع الحيوي الكبير، حيث ستكون حمانا قريباً مقصداً لهواة الـparagliding والـparatente، والـ hikingطيران الورق، والهبوط من الجبال على الحبال، والتسلق والسير في أحضان الغابات لاكتشاف معالمها، إلى جانب متعة رياضة الـ rafting أي تجذيف القوارب الصغيرة في نبع الشاغور. وقال مدير الشركة المتخصصة المنشئة فادي عازار يجري العمل أيضاً على إنشاء مدينة ملاهٍ حديثة تتضمن ألعابا ستكون الأولى من نوعها في لبنان(Tagadisco-superbowel-enterprise)، ومقاهي ومطاعم ووسائل ترفيه وتسلية بأسعار معقولة جداً، تناسب كل الطبقات الأمر الذي يعيد حمانا على الخارطة السياحية بقوة، ويجعلها مقصداً للعائلات حيث يجد كل فرد بحسب عمره ما يبغيه من راحة الاستجمام في موسم العطل والاسترخاء، ويحرك العجلة الإقتصادية فيها وفي بلدات المتن الأعلى عموماً، ولتكون هذه المنطقة منطقة حيوية بسياحتها وحركتها الاقتصادية الى جانب كونها منطقة ذات مناخ "صنوبري" مميز يقصده الباحثون عن الهدوء والمناخ الصحي. ويضيف رزق أنه "بفضل متابعة مكتب التنمية المحلية والبلدية للحركة الاقتصادية، باتت حمانا حاضرة بمنتوجاتها الموسمية في معظم معارض المناطق اللبنانية، حيث شاركت في السوق الطيب في وسط بيروت بموسم الفاصوليا، فقامت سيدات البلدة بطهي كل أنواع الفاصوليا، واستطاع المزارعون بيع نحو 140 كيلو من الفاصوليا مباشرة من المنتج الى المستهلك".
هذا إلى جانب حضور البلدة في كل المعارض التراثية في جناح خاص يعرض منتجاتها الحرفية ويقوم بالدعاية السياحية لها، وهي حاضرة أيضاً بأطباقها الموسمية في المطاعم التي تروج لبلدات لبنان السياحية وتوزع الملصقات الإعلانية السياحية كمطعم سمسم في الأشرفية والسيتي مول الزلقا.
من ناحية أخرى يرفع رزق الصوت عالياً إلى جانب عاليه وبحمدون وقرى وبلدات الاصطياف التي تعاني ما تعانيه من غياب وزارات الخدمات عنها بعد كل ما عانته جراء الاحداث السياسية والامنية المتراكمة وتبعات الخضات الامنية المتكررة.
وفي هذا السياق يقول "ان اعمار قرى وبلدات الاصطياف يعتمد على القطاع الخاص، ومن المعيب اننا في السنة الماضية أرسلنا كتاباً لشركة الكهرباء قبل ثلاثة اسابيع من عرض مهرجان الفكاهة لتأمين الكهرباء على الأقل في فترة المهرجان ولم نلق تجاوباً"، وخاطب القطاع الرسمي والدولة "اتفاقية التعاون بيننا ومقاطعة برشلونة والدعم المادي الذي نحصل عليه، هي لمدة محددة ستنتهي بانتهاء مدة العقد الذي بقي منه نحو سنة واحدة، ونحاول قدر الامكان العمل والاستفادة من المقدرات الممنوحة ونسأل القطاع الرسمي أن يتلقف الامر ويعزز وجود مكتب التنمية كأي دائرة من دوائر البلدية، وضم وظيفة مدير مكتب التنمية لملاك البلديات، وتحديث القوانين لتسهيل المعاملات ورفع سلطة الوصاية عن البلدية، الامر الذي يؤخر انجاز المعاملات. المطلوب تحديث القوانين واعتماد اللامركزية الادراية، لتقوم البلديات بدورها الاصلاحي والانمائي عبر التعاون والتواصل بين البلدية والمجتمع المحلي من مدارس وجامعات، وقطاع مصرفي لتكون معركة الانماء هدفاً مشتركاً بين البلدية والمجتمع المدني".
وينهي رزق حديثه بعتب "تعبنا من الترجي والتمني ودق الأبواب للحصول على الخدمات، ونسأل المعنيين الا تدخل السياسة في الانماء والخدمات، ونتمنى أن ينتهي الروتين الاداري الطويل الذي يعرقل مسيرة الانماء. نخشى على حمانا من انحسار المساحات الخضراء، ونعمل جاهدين للحفاظ على البيئة وحماية الاحراج من الحرائق عبر حملات تنظيف مستمرة مع أهالي البلدة، ونطالب بتفعيل دور حراس الأحراج علماً أننا متشددون في العقاب مع المتعدين على الطبيعة".
ويبدأ مهرجان حمانا الفكاهي غداً الثلاثاء، حيث ستتوزع الحفلات بين المجانية في السوق العتيقة والمدفوعة في ثانوية حمانا الرسمية، ولينتهي في 26 تموز، حيث يمكن للعائلة ان تتوزع ايضا على النشاطات وحضور الحفلات المجانية والمدفوعة حسب الأعمار، بالإضافة الى معارض المنتوجات الموزعة في السوق العتيقة في البلدة.