استحوذت الانتخابات النيابية في دائرة مدينة صيدا على اهتمام كبير تعدى الناخبين والمعنيين في الدائرة الى لبنان كله وحتى إلى خارجه. ويعود هذا الاهتمام الكبير إلى اسماء ومواقع المرشحين المتنافسين (رئيس الحكومة ووزيرة من الموالاة ونائب من المعارضة) وليس إلى حجم الدائرة النيابية (نائبين)، فبعدما انسحب مرشح الجماعة الإسلامية علي الشيخ عمار لمصلحة لائحة الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرة بهية الحريري انحسرت المنافسة بين هذه اللائحة والمرشح المنفرد النائب أسامة سعد وما يمثله الطرفان من مواقع سياسية متخاصمة.
والانتخابات على مستوى دائرة مدينة صيدا كدائرة واحدة تجرى للمرة الأولى على هذا المستوى منذ آخر انتخابات نيابية عام 1972 قبل اندلاع الحرب، اذ انه في الانتخابات التي جرت بعد انتهاء الحرب وإقرار اتفاقية الطائف كانت دائرة مدينة صيدا ضمن دائرة واحدة مع اقضية محافظتي الجنوب والنبطية بحيث «ضاع صوت الناخب السني» في «بحر اصوات الناخبين الشيعة» وفقد صفته التقريرية. وبالعودة الى اعتماد هذه الدائرة استعاد «صوت الناخب السني» أهميته وصفته التقريرية في نتائج هذه الدائرة.
ومن خلال النتائج يمكننا تسجيل الملاحظات التالية:
÷ شهدت الانتخابات نتيجة المنافسة الحادة في هذه الدائرة ارتفاعاً كبيراً في عدد المقترعين تجاوز كل التوقعات. ففي حين كان من المقدر أن يصل عدد المقترعين الى نحو 31 الف مقترع يشكلون نسبة 57,4% من الناخبين وذلك قياساً الى نسبة النمو الطبيعي في عدد الناخبين وإلى عدد المقترعين في الانتخابات البلدية التي جرت عام 2004 والتي شهدت منافسة حامية تقارب، وان بشكل اقل حدة، الانتخابات النيابية الحالية. وهكذا فقد وصل عدد المقترعين إلى نحو 37,500 مقترع يشكلون نسبة 69,4% من الناخبين (وهي تقارب النسبة التي سجلت في انتخابات عام 1960 رغم الهجرة الكبيرة التي حصلت منذ ذاك العام وحتى عام 2009) أي بارتفاع نحو 20% عن انتخابات عام 2000 (بلغت النسبة 50%) على اعتبار انه لا يمكن المقارنة مع النسبة في انتخابات عام 2005 التي بلغت42,6% كون المرشحين عن المدينة حينها (أسامة سعد وبهية الحريري) قد فازا بالتزكية.
÷ في اتجاهات الناخبين تبعاً للطائفة فإن نسبة تقدر بـ 68% من الناخبين السنة اقترعوا لمصلحة لائحة السنيورة ـ الحريري وحاز أسامة سعد على نسبة تقدر بـ 32%. أما لدى الناخبين الشيعة فكان الامر معكوساً اذ نال اسامة سعد نسبة 72% بينما نالت لائحة السنيورة الحريري نسبة 27 %. أما لدى الناخبين المسيحيين فقد كان الاتجاه العام هو الاقتراع لمصلحة لائحة مختلطة ضمت كلاً من بهية الحريري وأسامة سعد.
أشرت الانتخابات النيابية في صيدا التي أدت إلى فوز كبير للائحة السنيورة ـ الحريري وتقدمها بنحو 11 ألف صوت على النائب أسامة سعد (وهذا الفارق مرده إلى ارتفاع نسبة المشاركة لا سيما القادمين من الخارج) إلى واقع سياسي جديد في المدينة. وسوف تأتي الانتخابات البلدية في ربيع العام القادم اما إلى تكريسه بصورة نهائية أو إلى إعادته إلى الواقع السابق. فالوزيرة بهية الحريري سوف تعمل على استعادة البلدية لتكرس فوزها النهائي، في حين أن تحالف أسامة سعد ورئيس البلدية الحالي عبد الرحمن البزري سوف يعمل على الاحتفاظ بالبلدية. لذا فمن المتوقع أن لا تقل الانتخابات البلدية القادمة في صيدا حدة عن الانتخابات النيابية التي شهدتها المدينة، فهي إما تكرسها أو تعدلها أو تلغيها.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
30 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 |