تزامنا مع موجة الاضطرابات في المحافظات الجنوبية اليمنية التي شهدت أمس تظاهرات منددة بقمع الاحتجاجات الشعبية السلمية ومطالبة بالافراج عن المعتقلين، وفي ظل تجدد المواجهات مع الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية، اعلنت احزاب المعارضة اليمنية في تكتل اللقاء المشترك تعليق حوارها مع حزب المؤتمر الحاكم الى حين "النظر في مطالبها للبدء بالحوار".
وعزا الناطق الرسمي باسم المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (خمسة احزاب سياسية من اليسار والاسلاميين) حسن زيد تعليق الحوار مع الحزب الحاكم الى "تصعيد السلطة وحزبها الازمات، خلافا لنص الاتفاق الموقع في شأن تأجيل الانتخابات سنتين والذي يقضي ضمن بنود اخرى بتهيئة المناخ السياسي للحوار السياسي للخروج من الازمة الراهنة من طريق رفع المظاهر المسلحة في المحافظات الجنوبية واطلاق المعتقلين السياسيين والكف عن الملاحقات ورفع اجراءات المنع المفروضة على الصحف الاهلية ووقف المحاكمات للناشطين السياسيين". وقالت: "عندما اعلنا الموافقة على الحوار، فوجئنا بمذبحة زنجبار بمحافظة ابين واشعال الحرب في صعدة واستمرار الاعتقالات للناشطين السياسيين، ثم اعلان اللقاء مع السلطة بما يوحي بأن المشترك والسلطة وحزبها متفقون على ما يجري من احداث".
وأكد مجدداً "ضرورة تهيئة المناخ السياسي وتوفير الاجواء السليمة لحوار جدي ومسؤول ومنتج"، مشيرا الى ان ما حصل في محافظتي ابين وصعدة وغيرهما "يعتبر تهربا من الاتفاق وتدميراً لامكان توفير الثقة للبدء بالحوار"، موضحا ان تعليق الحوار مع الحزب الحاكم تم بالتشاور مع اللجنة التحضيرية للحوار الوطني.
في غضون ذلك، تواصلت المواجهات بين قوات الجيش اليمني والحوثيين من جهة وبين الحوثيين ورجال القبائل الموالية للدولة في مناطق الحصامة والملاحيظ وشدا وسحار من جهة اخرى.
وقال وجهاء قبائل وسكان محليون ان المواجهات بين الجيش والحوثيين في منطقة الملاحيظ الحدودية أسفرت عن مقتل 15 جنديا و10 من انصار الحوثي، الى عدد غير محدد من المدنيين، مشيرين الى ان الحوثيين سيطروا على مديرية غمر اثر انسحاب رجال القبائل الموالين للدولة بعد مواجهات استمرت اياما واوقعت عددا من القتلى والجرحى.
كذلك شهدت مناطق شعاره وسحار مواجهات مسلحة بين الحوثيين والجيش، اسفرت عن مقتل جندي ومسلحين اثنين من اتباع الحوثي، فيما واصلت قوات الجيش قصف معاقل الحوثيين في مناطق مران والمهاذر بالمدفعية.
وحذرت منظمات دولية عاملة في مجال الاغاثة في محافظة صعدة من تزايد عدد المدنيين النازحين، نتيجة تجدد القتال بين الجيش والحوثيين، مشيرة الى ان الشهرين الاخيرين شهدا ارتفاعا في عدد النازحين ليصل الى نحو 100 الف بعدما سجل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين خلال حزيران الماضي نحو خمسة آلاف نازح جديد.
واتهمت صنعاء الحوثيين باعدام اربع نساء ومواطن بالرصاص في مديريتي غمر ورازح. وقالت ان "عناصر الفتنة والتخريب ما زالوا يواصلون خروقاتهم واعتداءاتهم بشكل مستمر على المواطنين، واستهداف المشاريع التنموية والخدمية والممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات والاعتداء على افراد القوات المسلحة والامن والدوريات والنقاط الامنية ومحاولة السيطرة على بعض المساجد والمدارس". واكدت ان "عدد من استشهدوا من المواطنين الابرياء منذ اكثر من عام على ايدي اتباع المتمرد عبد الملك الحوثي، وصل الى 300 شهيد و200 جريح، اضافة الى استشهاد 28 امرأة و18 مصابة وعشرة اطفال شهداء وتسعة جرحى، فضلا عن خطف 500 مواطن بينهم اطفال وعجزة ومعاقون ونساء، الى تشريد الآلاف".
صنعاء – من ابو بكر عبدالله