"المرأة الريفية بين التقليد والحديث في لبنان"

"المرأة الريفية بين التقليد والحديث في لبنان" جديد الدكتورة وديعة ابرهيم الاميوني (دار الحداثة – بيروت وذاكرة الناس – الجزائر). تحمل صاحبة الكتاب دكتوراه في الادب والفلسفة وفي العلوم الاجتماعية موضوعها المرأة التي تحيا خارج المدينة. وتتركز اهتماماتها على نوعية الحياة التي تعيش فيها المرأة، لا سيما تلك التي تنتمي الى المجتمعات القروية البعيدة في التاريخ والجغرافيا.
تقول المؤلفة ان هذه الدراسة الميدانية اتت كلفتها هامة نحو المرأة في المناطق الريفية النائية، خاصة في غياب الدراسات الشاملة عنها. فاوضاعها تستدعي حاجة ملحة للاستقصاء بهدف التعرف على العوائق المؤدية الى ابطاء عجلة النمو والتغيير الاجتماعي، وبالتالي الوصول الى تحقيق مجتمع متقدم لا يميز في الانسان ما بين ذكر وانثى ويواكب تطورات العصر وافكاره".
جميعنا يعرف ان المرأة في المناطق البعيدة تعيش في ظروف صعبة، حيث التمايز ما بين الذكر والانثى يعود الى عهود قديمة. تعودت ان تكتفي بدورها الهامشي الذي يفرض عليها واجبها العائلي الكثير من التضحيات الاجتماعية والثقافية والانسانية.
وركزت الباحثة على الواقع الذي يتحكم بسلوك وافكار تلك المرأة، التي تحاول دعم التطور الاجتماعي والتجاوب مع بعض الجمعيات النسائية. وتجب الاشارة الى ان المرأة في الريف لا تعرف تماما ما هي حقوقها الذاتية، وكيف عليها التعاطي مع من يحيطها وما يحدث لها بسبب تبعيتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وان الوضع الصعب الذي عرفته في الماضي لا يزال يمنعها عن التحرر من قيودها العائلية التقليدية. قد تواجه بعض صعوبات ومعوقات، انما تسير نحو انطلاقة جديدة لانها تجاوزت الكثير من الحواجز بفضل تحسن وضعها التعليمي والاجتماعي والمهني.
وختمت الباحثة الدراسة بتوصيات واقتراحات عدة لتجاوز مشكلات النمو التي تعرقل مسيرة المرأة التي تحاول ان تتخطى وضعها القائم لتصبح الانسان الذي يتمتع بحقوق تؤمن له الانتماء الى مجتمع متطور.
يقع الكتاب في 223 صفحة ومن منشورات 2009.