تنصل نبيل رحيم أحد أبرز الموقوفين ضمن مجموعة ينتمي أفرادها الى تيارات أصولية في طرابلس، من علاقته بتنظيم "فتح الاسلام"، زاعماً بأن علاقته بهذا التنظيم سيئة جداً، طارحاً علامات استفهام حوله، وذلك في معرض استجوابه أمس أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن نزار خليل وعضوية المستشار المدني القاضي داني الزعني وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي رهيف رمضان، حيث يحاكم مع 53 آخرين بينهم 16 موقوفاً و26 فاراً و12 مخلى سبيلهم بتهم التحريض على التقتيل وتأليف عصابة للقيام بأعمال إرهابية واقتناء وتخزين أسلحة وقتل ومحاولة قتل عسكريين في الحادث الذي وقع في شقة في بناية الشهال في شارع المئتين في طرابلس بعيد أحداث نهر البارد وإخفاء مطلوبين وإيوائهم.
وكان تم إلقاء القبض على بعض أفراد هذه المجموعة في تموز من العام 2007 اثر أحداث نهر البارد.
وقد نفى رحيم، الذي تشير التحقيقات الأولية معه الى انه كان قد نصّب أميراً على "إمارة الشمال" بعد اعتقال محمد بسام حمود في السعودية، جميع ما ورد في افاداته السابقة، عازياً السبب الى تعرضه للضرب والتعذيب، معلناً بأنه يؤمن بالسلم وبالعيش المشترك، ولا يوجد أي تنظيم يتبع "القاعدة" وفق ما صوّر.
غير ان رحيم، اعترف في الوقت نفسه بعلاقات تربطه بسعوديين مطلوبين بينهم موقوفان هما عبدالله بيشي ومحمد صالح السويد، والفار عبد الرحمن اليحيى الملقب بـ"طلحة" الذي كان يموّل هذه المجموعة، مبرراً هذه العلاقة، بأنه كان يقدم مساعدات في المعهد الحديث.
في بداية الجلسة، التي رفعت الى الثاني من أيلول المقبل لمتابعة الاستجوابات، ردت المحكمة مذكرتي دفوع مقدمتين من السوري هاني السنكري وعبد الرزاق العلي لعدم القانونية، واللذان يطلبان فيهما إسقاط الدعوى بحقهما لسبق الملاحقة في الجرم عينه في دعوى أحداث نهر البارد.
ثم باشرت المحكمة استجواب رحيم فأفاد بأنه أوقف في 10 1 2008، وتراجع عن أقواله السابقة كونه تعرض للضرب والتهديد.
وعن علاقته بمحمد بسام حمود، أفاد رحيم ان علاقة صداقة تربطه به، وكانا يتداولان حول مآسي فلسطين وجنوب لبنان. وأضاف: "انا رجل دين واخطب في الجوامع في طرابلس".
وقال رداً على سؤال ان لا علاقة له بأحداث نهر البارد، انما زار شاكر العبسي مرة واحدة بعدما سمع عن زيارات قام بها عدد من المشايخ له، وانه سمع العبسي مرة يقول انه اتى الى لبنان لمحاربة إسرائيل. وان الأخير طلب منه الانضمام الى فتح الاسلام، غير ان رحيم اعتذر لانه لم يقتنع به، وعلاقته به سيئة.
وعن العملات الأجنبية التي ضبطت معه، قال رحيم انها في معظمها تعود للمعهد الحديث، وبسؤاله عن علاقته بالسعودي محمد سويد قال انه تعرف عليه في لبنان وكان ان سلمه رسالة لتسليمها الى زوجة معاز مرعي.
وحول ما أفاد به سابقاً من انه اتفق مع بسام حمود وزهير عيسى ومحمد نور الدين غلاييني تأسيس مجموعة تعنى بالسنّة في الشمال، قال رحيم، كنا نريد القيام بنشاط خيري، ولا يوجد جماعة أصلاً.
وعما ذكره من أسماء سابقاً للمتهمين وتقسيمهم الى مجموعات في طرابلس قال رحيم: انا لم اذكر اسم احد، انما في التحقيق ذكروا ذلك.
وسئل عما إذا كان أرسل رولا عبدالله الى بيروت لمقابلة سعوديين نفى رحيم ذلك، وقال انه لم يكلفها بأي شيء "فهي صديقة زوجتي وتعمل مدرّسة في المعهد الحديث".
وعن علاقته بالسعودي طلحة، قال رحيم ان طلحة زاره واخبره انه يريد بناء مسجد وعرّفه على بعض المشايخ السعوديين في لبنان.
وقال: ان طلحة رغب في التعرف على مشايخ طرابلس وهذا أمر عادي.
وسئل: ألم يطلب منك داعية ليكون المرشد الروحي لتنظيم القاعدة في الشمال، اجاب رحيم بالنفي وقال: ذكرت ذلك سابقاً لاخفف عني التعذيب.
وعن الشقة التي استأجرها في زيتون أبي سمرا باسم السيد، نفى رحيم ان تكون الغاية من ذلك إجراء اجتماعات فيها.
وسئل: ذكرت سابقاً ان طلحة صرّح خلال اجتماع في الشقة انه من تنظيم القاعدة، فأجاب رحيم، التقينا في غير هذه الشقة وفتح طلحة حينها موضوع فتح الإسلام، فأبلغته ان لا علاقة لنا بهم وهناك مواقف سلبية منه وعلامات استفهام حوله.
وعن التركي أبو غريب خبير المتفجرات، قال رحيم انه من أصحاب الدعوة نافياً قيام التركي بتدريب "مجموعة ابي سمرا".
وأفاد رحيم انه طلب من محمد سويد مساعدة المعهد، وكان التقى به مرتين فقط، وسئل: ألم يخبرك انه حضر الى لبنان من قبل أبو مصعب الزرقاوي، قال رحيم: "هذا ما سمعته بشعبة المعلومات ولم يطلب مني لائحة بأسماء المشايخ في طرابلس"، واضاف نافياً ما ذكره سابقاً من ان اللقاء الثالث بينه وبين سويد لم يتم بسبب حرب تموز لتسليمه لائحة بأسماء المشايخ.
وعما أفاد به سابقاً من انه التقى سويد في الروشة وسلمه مبلغ 15 الف دولار، نفى رحيم هذه الواقعة مضيفاً بانه التقى به في المعهد الحديث.
وعما إذا كلف نادر الحلاب القيام بدور الوسيط بينه وبين سويد، نفى أيضاً رحيم ذلك، كما نفى ان يكون سويد طلب منه تكليف رولا عبدالله بأن تكون أيضاً الوسيط بينهما، أو ان يكون سويد قد عاد وسلمه مبلغ 32 الف دولار و12 الف يورو وحاسوبين بواسطتها.
وسئل: ذكرت سابقاً ان سويد يعرف حسن نبعة وهو على علاقة قوية بعصبة الأنصار ولديه مجموعة في بيروت وطلب منك الانضمام اليه، فقال رحيم: "هم قالوا ذلك وهذا الكلام كله لا أعرفه".
وبسؤاله، قال رحيم ان طلحة غادر لبنان الى سوريا قبل 3 أشهر من أحداث نهر البارد وكان ذلك في شباط.
ونفى رحيم ما ذكره سابقاً بأنه بعد ان اكتسبت المجموعة صفة تنظيمية وأصبحت تابعة لتنظيم القاعدة، بدأت بتدريبات عسكرية، وتم تأسيس مجلس شورى في أحد الجوامع، مؤكداً بانه لم يكن يوجد أي سلاح، موضحاً بأن ما ذكره حول السلاح هو انه لدى سؤاله عن ذلك افاد ان هناك ظاهرة تسلح من أجل المقاومة وهناك مخاوف داخلية.
وبعد ان نفى رحيم جملة من الواقعات التي سبق ان أوردها في التحقيق الاولي، سئل عن كيفية معرفة المحققين بكل ما هو وارد في افادته فأجاب: "هم يعرفون كل شيء وانا لم أبايع احداً ولم أرسل نادر الحلاب الى سوريا لمبايعة احد".
وعن شقة المئتين التي وقعت في محيطها اشتباكات في أيار من العام 2007، افاد رحيم: "أنا لم أكن أعلم ان فيها أشخاصاً، ويوم الحادث كنت في منزلي ولا أعرف الذين قُتلوا فيها الا ايهاب المحمود".
وسئل عما قاله عنه أحمد مرعي الموقوف في القضية من ان رحيم هو المسؤول الشرعي لتنظيم القاعدة في الشمال، فأجاب: "غير صحيح".
ونفى رحيم تكليفه أي أحد بنقل سلاح أو صواعق، مشيراً الى ان توقيفه لدى شعبة المعلومات دام حوالي الشهرين وقال: "أنا قلت ما قلته أمامكم الآن لأني حرّ ودون تعرضي لأي تهديد".
اما المتهم عثمان التركماني فنفى بدوره افادته السابقة لانه لا يعرف ما ذكر فيها كونه وقّع عليها وهو معصوب العينين. ونفى التركماني قيامه بنقل اي صناديق تحوي اسلحة بطلب من رحيم، أو ذخائر. وقال كلفني رحيم نقل شخص من المطار واعتقد بأنه قطري. ثم قالوا لي انه يدعى عبدالله بيشي، ولكنه ليس الشخص نفسه الذي نقلته، بعد ان رأيت بيشي في السجن.
اما عن طلحة، فقال التركماني انه شاهده عدة مرات مع رحيم في السيارة، وعلم لاحقاً من الدولة ان اسمه طلحة.
واعترف التركماني بانه هرب الى عين الحلوة حوالى 4 أشهر، بعدما طلبته اللجنة الأمنية لكنه نفى خضوعه لأي تدريبات عسكرية كونه مريض القلب. كما نفى معرفته باي من عصبة الأنصار أو القاعدة.
ورداً على سؤال، قال التركماني انه كان يعمل بصفة سائق في المعهد، واضاف: "هل من عاقل يمكن ان يصدق انه خلال احداث نهر البارد يمكن ان ينقل سلاحا، وانا لم اسمع بعبارة مجلس شورى الا في وزارة الدفاع، وان ما ذكرته عن سلاح قد تم تحت التعذيب.
وباستجواب ربيع شعلان، قال بعد تراجعه عن افادته: "في الدول الديكتاتورية لا يحصل ما تعرضنا له، نافياً انتماءه الى مجموعة مسلحة تحمل الفكر الجهادي السلفي.
وعما ذكره من وقائع في افادته السابقة، قال شعلان: "كان الجيش يقول وليس انا، انا مسلم سني صحيح، انما ليس لدي اي فكر جهادي ولم يعرض عليّ محمد بسام حمود فكرة الجهاد".
Mon | Tue | Wed | Thu | Fri | Sat | Sun |
---|---|---|---|---|---|---|
30 | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 |