المجلـس العدلـي يتابـع اسـتجواب المتهميـن بجريمـة عيـن علـق

أعلن المتهم ياسر الشقيري براءته من تنظيم «فتح الإسلام» من خلال إصراره على نفي كلّ علاقة له بأعماله، ولاسيّما تلك التي مهّدت لارتكاب جريمة تفجير حافلتي نقل الركّاب في محلّة عين علق في 13 شباط من عام 2007، على الرغم من انضوائه في صفوفه لتحصيل راتب شهري قدره أربعمئة دولار أميركي مقابل تنفيذ بعض الخدمات العادية جدّاً والتي يمكن لأيّ شخص أجير أن يقوم بها كشراء حاجيات رفاقه «المطاردين من الدولة بسبب انتمائهم إلى تنظيم أصولي وإرهابي» على حدّ ما كان يسمع توصيفهم هذا عبر وسائل الإعلام.
وأنكر الشقيري، الذي تميّز عن رفيقيه المتهمّين الآخرين كمال نعسان ومصطفى سيو الذي وضع إحدى المتفجّرتين في إحدى الحافلتين بلحيته الكثّة والطويلة جدّاً ولباسه الشرعي، أن تكون له أيّة علاقة بالمتفجّرات، ونقلها ووضعها في الشقق التي تنقّل بينها أعضاء هذا التنظيم في مناطق: قرنة شهوان ـ عين عار، والدورة والأشرفية، استعداداً لارتكاب جريمتهم التي ذهب ضحيتها ثلاثة أشخاص، وأصيب فيها ثلاثة وعشرون آخرون بجروح مختلفة.
كما نفى أن يكون قد شاهد متفجّرات وأحزمة ناسفة في هذه الشقق بما فيها تلك التي كانت قرب سريره، وقال إنّ «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي أجبره في التحقيق الأولي على الإدلاء بمعلومات مغلوطة تحت وطأة التعذيب والترهيب.
تفاصيل الجلسة
التأمت هيئة المجلس العدلي الساعة الثالثة والدقيقة الخامسة برئاسة القاضي غالب غانم وعضوية الرؤساء التمييزيين القضاة سامي منصور وسمير عاليه ونعمة لحود والمستشار التمييزي القاضي بركان سعد وحضور ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي ميسر شكر.
ومثل في قفص الاتهام من دون قيد، المتهمّون مصطفى إبراهيم سيو وكيله المحامي يوسف لحود، وياسر محمّد الشقيري وكيله المحامي سعيد نصر الدين، وكمال فريد نعسان الذي تغيّب وكيله المحامي حسن شكر بمعذرة لأسباب خاصة ووافق على متابعة الاستجواب من دون حضور محاميه. كما حضر الظنينان حسين داوود الزيات وكيلته المحامية ملاك حمية، وعريفة غطاس فارس التي تغيّبت وكيلتها المحامية هتاف وهبي بمعذرة، ولم تعترض فارس على متابعة الجلسة من دون وجود محاميتها.
وكان المجلس قد قرّر في جلسة سابقة محاكمة رئيس تنظيم «فتح الإسلام» شاكر يوسف حسن العبسي ومبارك غازي النعسان غيابياً لتواريهما عن الأنظار.
«فرع المعلومات» عذبني
وبوشر باستجواب ياسر الشقيري الذي طلب السماح له بالجلوس بسبب ألم في كاحل قدمه وكان له ما أراد، ولم يؤيد ما ورد في إفادته الأولية لدى «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي والمعطاة في 10 آذار 2007 وقال: بعض الأسئلة اجبت عليها رغماً عني، وهناك أمران أجبروني على ان اقول انني اعرف، الاول انني رأيت احزمة متفجرات في شقة قرنة شهوان وأنا في الحقيقة لم اشاهد احزمة، والثاني انني قمت بفتح التلفزيون في شقة الاشرفية لاستخراج المتفجرات منه وأنا لا اعرف شيئاً عن المتفجرات، ولم اشاهد المتفجرات في حياتي، ومن اجبرني على قول ذلك هو «فرع المعلومات»، وقلت هذا الكلام امام مراجع اخرى وأعادوني مرتين الى «فرع المعلومات» حيث استعملوا التعذيب معي وبقيت سبعة اشهر في السجن الانفرادي لدى «فرع المعلومات» ولم اكن اشعر بحرية هناك لأنهم كانوا يأخذونني دائماً الى «فرع المعلومات».
وقال الشقيري إنّه حضر إلى لبنان في نهاية عام 2005 «ودخلت عبر نقطة المصنع الحدودية بإخراج قيد منظم باسمي. وأخذ «فرع فلسطين» في سوريا مني أوراقي الثبوتية. واستحصلت على بطاقتي الهوية المزورة من شخص في سوريا يدعى أحمد الشرطي مقابل مبلغ اربعة آلاف ليرة سورية ودخلت فيها الى لبنان وفعلت ذلك لأن الهوية برأيي افضل من إخراج القيد، كما انني استحصلت من الشخص نفسه على رخصة سوق مزورة، موضحاً أنّه ملقب بأبي صالح وأنّه أقام عند مجيئه الى لبنان في مخيم برج البراجنة.
÷ هل انتقلت الى مخيم نهر البارد من مخيم برج البراجنة وبطلب من مسؤول مكتب «فتح الإسلام» في برج البراجنة المدعو «ابو خالد»؟ وما هو سبب هذا الانتقال؟
ـ لم يكن هناك مسؤول لفتح الاسلام في مخيم برج البراجنة. وعندما اعلنوا عن «فتح الاسلام» كنا موجودين في برج البراجنة مع «فتح الانتفاضة». وسبب انتقالي من البرج الى مخيم نهر البارد يعود الى ان «فتح الانتفاضة» كانت تنوي إلقاء القبض عليّ فهربت، وتحدث معي «أبو مدين» الذي قال انه بحاجة إليّ في مخيم نهر البارد واستفسرت منه عن السبب فقال إنه عندما احضر بلغني بالسبب. وتوجهت الى مخيم نهر البارد حيث طلب مني «أبو مدين» ان اعمل معه فقبلت شرط ألا امكث في المخيم ووافقوا وطلبوا مني تأمين بعض الحاجيات كالمأكل والمشرب.
رؤية العبسي
÷ من قابلت لدى وصولك الى مخيم نهر البارد؟
ـ اولاً كان شاكر العبسي موجوداً، وهناك شباب لا اعرفهم.
÷ هل أقمت مع مصطفى سيو في شقة في منطقة الاشرفية ومن كان يقيم معكما؟ وما هو سبب هذه الإقامة المشتركة بعدما كنت تقيم في مخيم نهر البارد وبناء لطلب من انتقلت للإقامة مع سيو في الاشرفية ومتى بدأت هذه الاقامة؟
ـ لم امكث في مخيم نهر البارد وكان من شروطي ان يؤمنوا لي مسكناً في بيروت فقالوا هناك سكن في قرنة شهوان يمكنك ان تسكن فيه فسكنت مع بعض الشباب هناك. وكلما كانوا يتركون شقة انتقل معهم وهكذا انتقلت من قرنة شهوان الى شقة في محلة الدورة ومن ثمّ إلى شقّة في الاشرفية. ولم اعد اذكر بالضبط تاريخ الإقامة في الأشرفية.
÷ ما هو سبب التنقّل بين هذه المناطق الثلاث؟
ـ كانوا متكفلين بإقامتي وكنت اتنقل معهم بشكل اعتيادي.
استقبال المتطوعين
÷ ما هي المهمات التي كلفك بها شاكر العبسي وهل سلمك أي سلاح حربي؟
ـ كلا، لم يكلفني العبسي بأية مهمة كما انه لم يسلمني أي سلاح حربي.
÷ هل كنت مكلفاً من شاكر العبسي باستقبال المتطوعين في «فتح الإسلام» ونقلهم الى مركز «صامد» في برج البراجنة؟
ـ كلا، هذا غير صحيح.
÷ كم كنت تتقاضى كراتب لقاء انضوائك في تنظيم «فتح الإسلام» بقيادة العبسي؟
ـ كنت اتقاضى راتبا قدره اربعمئة دولار اميركي مقابل عملي معهم وليس مقابل انضمامي الى التنظيم.
÷ أين كنت موجوداً عند حصول الانفجارين في عين علق؟ وكيف عرفت بحصولهما؟
ـ كنت في الشقة في قرنة شهوان وطلب مني عمر الحجي ان اذهب الى مخيم نهر البارد، وقال لي ان أبا مدين يريد ان يراني فذهبت ومكثت يوماً او يومين هناك وبعد ذلك تكلم معي أبو مدين وطلب مني البقاء في المخيم فقط، وقد عرفت بوقوع الانفجارين عبر نشرات الاخبار في وسائل الاعلام.
÷ هل ان استئجار الشقة في الدورة حصل عندما كان المنزل في قرنة شهوان مستأجراً ايضا؟
ـ لا اعرف.
÷ من كان يقيم معك في المنزلين، وبأي تاريخ تحديداً؟
ـ لا اذكر التاريخ بالضبط ولكن المقيمين معي هم: عمر الحجي، وأبو ابراهيم، مصطفى سيو، وأبو عثمان، وشخص اسمه أبو زياد، ولكن يتردد علينا كمال النعسان.
متفجرات عين علق
÷ هل شاهدت متفجرات وأحزمة ناسفة داخل الشقة في قرنة شهوان ـ عين عار ومن احضرها ولأي سبب تم إحضارها؟
ـ لم أشاهد شيئاً من هذا القبيل.
÷ ألم توقع على إفادتك السابقة التي اعطيتها امام بعض المراجع القضائية وقلت فيها انك شاهدت هذه الأشياء سابقاً؟
ـ وقعت على إفادتي لأنني كنت على يقين بأنني في حال انكرت وقلت خلاف ذلك فإنهم سيعودون بي الى «فرع المعلومات» حيث كنت مقيماً في سجن انفرادي.
÷ هل شاهدت كيس متفجرات داخل شقة كرم الزيتون في الاشرفية؟ ومن احضره ولأي سبب؟
ـ لم اشاهد كيس المتفجرات لأن هناك أكياساً اخرى تحتوي ألبسة اشتريها.
÷ تقول في إفادتك إن الكيس هو حكماً لمصطفى سيو او لأبي عمر فهل سألتهما عنه وعن سبب وجوده وإحضاره الى الشقة؟
ـ قلت سابقاً إنهم اجبروني على قول ما قلته في افادتي الاولية وهو غير صحيح.
وقال الشقيري إنّه أدّى الخدمة العسكرية في سوريا عام 1992، نافياً ان يكون قد تلقى التدريب على السلاح واستخدام المتفجرات من قبل «فتح الاسلام».
÷ تقول انك ذهبت في تاريخ 15 شباط 2007 أي بعد يومين من حصول الانفجارين الى شقة عين عار لإحضار اغراضك الشخصية وتفاجأت بوجود المتهم كمال النعسان وشقيقه مالك وأبو عثمان وأبو ابراهيم واستغربت وجود كمال وشقيقه في المنزل وقد قال لك كمال ان صاحب الملك وعلى اثر حادثة الانفجارين سأل عنكم وأجابه كمال بأنكم ذهبتم الى سوريا فغضبت من هذا الجواب وقلت لكمال ان ما قاله سوف يثير الشكوك من قبل صاحب الملك وكان حرياً بكمال ان يقول له انكم تعملون في ورشة ما فلماذا برأيك هذه الخشية التي ابديتها من جواب كمال النعسان وما هو سبب الشكوك التي رأيت انها ستقوم في ذهن المالك؟
ـ خوفاً من ان تلاحقنا الدولة او ان تعتقلنا وذلك لإمكانية الربط بين حصول الانفجارين وقول كمال النعسان انني ذهبت الى سوريا.
ونفى الشقيري أن يكون قد جرى حديث بينه وبين المتهم كمال النعسان وسائر الموجودين داخل الشقة حول الانفجارين، وأردف: ولم اسمع شيئاً، وتمسك بعبارة لا أعرف على ثلاثة أسئلة وجهت إليه متتالية وهي: لدى مغادرتك شقة عين عار مساء 12 شباط 2007 كما تقول، من بقي داخل الشقة، وهذا يعني ان الشقة كانت فارغة من السكان، وهل تعرف اين كان يوجد كل من المتهم كمال النعسان وعمر الحجي ومصطفى سيو في هذه الليلة؟
÷ اين كان المتهم مصطفى سيو والمتهم كمال النعسان في 13 شباط 2007؟
ـ لا اعرف وأنا كنت في مخيم نهر البارد.
÷ هل كان مصطفى سيو يقيم في شقة عين عار ليل 11ـ 12 شباط 2007؟
ـ لا اعرف.
÷ لماذا طلب منك ابو ابراهيم أي المتهم سبع عدم الظهور امام مالك شقة الدورة لدى مفاوضته ودفع بدل الايجار ووافقت على ذلك؟
ـ حصل هذا الامر لأن مالك الشقة اخبر ابو ابراهيم انه غير مرتاح الى مشاهدتي والى وجودي.
÷ هل شاهدت مصطفى سيو داخل موقع صامد في مخيم نهر البارد في 13 شباط 2007 بعد وقت قصير من وقوع الانفجارين وما هو الحديث الذي دار بينكما حول هذين الانفجارين؟
ـ شاهدته في ذلك اليوم، ولكن لم يجر بيننا أي حديث بهذا الشأن.
÷ تقول انك استلمت من عريفة فارس عند جسر المطار قبل يوم من توقيفك ظرفاً بناء لطلب ابي يزن الذي زوّدك برقم هاتفها فماذا كان بداخل هذا الظرف وأين اخفيته ولماذا قمت بإخفائه؟
ـ لا اعرف ما الذي كان موجوداً داخل الظرف ولم اخفه ووضعته بين اغراضي في كرتونة، كما أنني لم أستلم غير هذا الظرف.
ونفى الشقيري أن يكون قد أعرب عن اعتقاده بأنّ عبير أي عريفة فارس، متعاونة مع «فتح الإسلام»، ولكنه أكد بأنه سلّمها مبلغ مئة دولار اميركي وألف ريال سعودي مرسل من مصطفى سيو بناء لطلب «أبي يزن».
÷ هل كنت تتواصل مع اعضاء في «فتح الإسلام» ومنهم المتهم سيو وعمر الحجي بواسطة خطوط هاتف خلوية مربوطة وحصرية الاستعمال بينكم وما هو سبب ذلك؟
ـ كنت اتواصل معهم بحكم انني كنت موجوداً معهم في الشقة، ولم اكن ارغب ان يكون خطي موصولاً مع جماعة «فتح الاسلام».
÷ ما هو تقديرك لاستئجار العديد من المنازل في مناطق مختلفة من لبنان وفي وقت متزامن؟
ـ لا اعرف.
÷ يقول المتهم سيو انك كنت حاضراً معهم عند مناقشتهم موضوع وضع متفجرات في ساحة رياض الصلح (خلال فترة اعتصام المعارضة الوطنية اللبنانية) فما هو ردك؟
ـ لا اعرف شيئاً عن هذا الموضوع.
÷ لماذا لم تسلّم نفسك للسلطات اللبنانية بعد وقوع الانفجارين طالما انك بريء كما تقول؟
ـ لماذا اسلّم نفسي ولا علاقة لي بهذا الامر ولا اعرف الموضوع كله.
وصرّح القاضي شكر انه لا توجد لديه اية اسئلة.
وسأل المحامي نصر الدين عن سبب تقاضيه مبلغ اربعمئة دولار اميركي فأجاب: لقاء شراء مواد غذائية وألبسة وبعض الالكترونيات وأدوات كهربائية. وعما اذا كان يناقش في طلبات إخلاء الشقق التي يسكن فيها والسكن في اخرى فقال: لا لم اكن أناقش وهذا الامر لا يهمني والمهم ان ألاقي مسكناً.
وقال المتهم الشقيري ان مستواه المعيشي متوسط، وانه كان اكثر حرية من بقية رفاقه لأنهم مطاردون وهو كان يعمل معهم من اجل المال، وهم مطاردون لأنهم منتمون لتنظيم «فتح الإسلام» الذي اعتبرته وسائل الاعلام، أصولياً وإرهابياً، وأوضح انه لم يكن يعرف ابو مدين إلا بعدما ذهب الى مخيم نهر البارد.
وصرّح المتهمان سيو والنعسان بأنه ليس لديهما اية ملاحظات على إفادة الشقيري.
وعند الساعة الخامسة والدقيقة الخامسة رفعت الجلسة وأرجئت الى يوم الجمــعة في 20 تشرين الثاني 2009 لاستكــمال استجواب المتهمين.