لقاء عن "اقتصاد لبنان الريعي وتأثره بالأزمة العالمية" قرم: عدم استغلال قدرات لبنان جريمة متواصلة توسّع دائرة الفقر

وصف وزير المال الأسبق جورج قرم، "عدم استغلال قدرات لبنان الإنتاجية وميزاته التنافسية، بأنه جريمة متواصلة توسّع دائرة الفقر والتهميش والهجرة المتصاعدة للكفايات"، لافتاً إلى "نوعين من الكلفة المترتبة على هذه الجريمة، إذ أن الكلفة الاجتماعية المعنوية والعائلية كبيرة جداً وتتجسد بتفتت أفراد العائلة الواحدة وتشرذمهم عبر القارات، كما أن تحويلات المغتربين لا تعوّض تكاليف النظام التربوي اللبناني وما أنفقه الاهل على أولادهم".
كلام قرم جاء خلال المحاضرة التي ألقاها في اللقاء الذي دعت اليه لجنة "حقوق المرأة اللبنانية" عن "اقتصاد لبنان الريعي، ومدى تأثره بالأزمة المالية العالمية، نحو انتقاله إلى اقتصاد إنتاجي"، وذلك في قصر الأونيسكو، بمشاركة عدد من الإقتصاديين وهيئات المجتمع المدني.
تحدث قرم، مشيداً بـ"الدور الذي تؤديه النساء في تدبير الشؤون الاقتصادية العامة والخاصة"، لافتاً إلى "انحسار هذا الدور في معظم القطاعات وخصوصاً في مجال تحديد السياسات التنموية والمالية والانتاجية".
وقال: "رغم إنجازات المرأة في حقل الاعمال الاقتصادية العائدة إلى القطاع الخاص في لبنان وسائر الدول العربية، فإن دورها كموجّهة للسياسات الاقتصادية العامة لا يزال ضعيفاً، وكأن ترسيم السياسات التنموية وتطبيقها هما حكر على الرجال الذين يكونون جيوشاً من الاكاديميين والاعلاميين المتخصصين بالاقتصاد، ونادراً ما نرى امرأة تشتهر بالفكر الاقتصادي وتوجهه بأعمالها الفكرية والعملية".
ورأى "ان من أهم اسباب غياب اي تأثير للازمة العالمية على الاقتصاد الوطني، هو استنكاف لبنان عن استغلال القدرات الانتاجية المتعددة الكامنة فيه وسيطرة العقلية الريعية على كل السياسات الاقتصادية في البلاد". ووصف "عدم استغلال قدرات لبنان الانتاجية وميزاته التنافسية بأنه جريمة متواصلة توسع دائرة الفقر والتهميش وهجرة الكفايات"، مركزاً على "نوعين من الكلفة المترتبة على هذه الجريمة، إذ ان الكلفة الاجتماعية المعنوية والعائلية كبيرة جداً تتجسد بتفتت أفراد العائلة الواحدة وتشرذمهم عبر القارات وبقاء الاهل المسنين في الوطن محرومين من وجود أولادهم وأحفادهم، وقد أصبحوا يتكلون على تحويلات أبنائهم من الخارج لتأمين الحدّ الأدنى من سبل العيش وخصوصاً عندما يدخلون في سن التقاعد أو الشيخوخة. أما النوع الثاني فيتمثل بالكلفة المادية، إذ أن تكاليف الهجرة عالية جداً سواء على العائلات أو على الاقتصاد الاجمالي