تشكل الجمعيات مظهراً من المظاهر الاجتماعية التي تهتم بالنشاطات الانسانية على مختلف تنوّعها. وهي بمعنى من المعاني تساهم مع السلطة في تلبية احتياجات الناس واحياناً تنوب عنها في حال غيابها او تقصيرها.
مثقفون ارتأوا تأسيس جمعية اطلقوا عليها اسم اجيالنا، التي تخصّصت بميادين عدة، ابرزها صحة الانسان وبالمرأة وبالطفل، فابتكرت اسلوباً جديداً لرسم الابتسامة على شفاه الاطفال المرضى.
تأسّست جمعية «أجيالنا» عام 1995 ومشروعها الاساسي هو مشروع الصحة المدرسية ولايزال هذا المشروع من اكبر مشاريع الجمعية.
وتقتصر هذه الجمعية على العنصر النسائي نظراً الى استقطابها السيدات اللواتي يحملن شهادات، ولكنهن لا يعملن. وتقدّم الجمعية نشاطات ومساعدات عديدة جداً سواء الى الاطفال ام الى الايتام ام الى المسنين بهدف مساعدتهم، محاولة بذلك مد يد العون الى كل مَن يحتاج الى المساعدة مادياً وطبياً.
وتستقطب «اجيالنا» مشاريع اوروبية وسويسرية، فضلاً عن المعارض العربية المهمة التي تشارك فيها وللتعرّف اكثر على نشاطات هذه الجمعية زارت «الشرق» مبنى الجمعية، حيث كان في استقبالنا د. لينة الزعيم الدادا رئيسة الجمعية لتقدّم شرحاً عن الجمعية ونشاطاتها.
نشاطات ومشاريع
توضح د. لينة الزعيم الدادا ان مشروع الصحة المدرسية عبارة عن خدمات طبية علاجية ووقائية للمدارس الرسمية على صعيد لبنان و«يتركّز المشروع بشكل خاص في بيروت والشمال واقليم الخروب».
ينقسم المشروع الى قسمين:
القسم الاول وهو عبارة عن خدمات طبية تقدّم من خلال عيادات مدرسية موجودة داخل المدارس بالتعاقد مع وزارة التربية وتفتح هذه العيادات طوال العام الدراسي.
القسم الثاني هو المشروع الوقائي وهو عبارة عن برامج توعية تقدّم الى مدارس لبنان كلّها. وتنبثق هذه البرامج عن الاحصاءات والدراسات التي تصدر عن الفحص الطبي الذي يظهر المشكلات الصحية عند الاطفال.
ويترتب على مشروع الصحة المدرسية وجود مستوصف، ويعمل في مبنى الجمعية، ويستقبل الحالات التي يتم تحويلها من المدارس، وتتطلّب بعض الحالات الدخول الى المستشفى وبالتالي يتم ادخالها على نفقة الجمعية التي تدفع ايضاً ثمن الادوية.
اما تأمين الادوية فتقول د. لينة انه يتم من خلال الاتفاق مع شركات الأدوية بحيث تأخذ الجمعية قسماً من الأدوية مجاناً، وتدفع 50% من ثمن الأدوية الباقية، مع الاشارة الى ان شركات الادوية تساهم احياناً مع الجمعية كراعيين للمشاريع.
خاص بالمرأة
وتتابع د. لينة من النشاطات ايضاً لـ«اجيالنا» مركز تمكين المرأة الذي يضم مشغل عمره 5 سنوات وهو من اهم موارد الجمعية، حيث يدرّب سيدات ويصرف الانتاج من خلال معارض داخل لبنان والخارج ايضاً على سبيل المثال شاركنا في معرض «الرياض احلا مع لبنان» وكان من اكبر المعارض وقد قيّمت الصحافة السعودية هذا المعرض بأنه من أهم المعارض التي تُقام في المملكة العربية السعودية.
هذا بالاضافة الى مطبخ «اجيالنا»، حيث يدرّب سيدات على فن الطبخ وبعض السيدات يعملن في المطبخ وتسلّم ايضاً طلبات الى المنازل (ديليفيري)، ويعود هذا المدخول الى السيدات. اما الجزء الآخر فنؤمّن لهن وظائف في مطابخ منازل.
رياضة
وتشير د. الدادا الى ان من ضمن النشاطات ايضاً «نادي رياضي خاص للسيدات يعتبر اكثر مشروع تمويلي لسدّ نفقات الجمعية».
ابتسامة
ومن المشاريع الحديثة ايضاً مشروع «ابتسامة» وهو علاج الاطفال بالترفيه وهو مشروع سويسري يهدف الى رسم البسمة والضحك على وجوه الاطفال المرضى وتسليتهم وخصوصاً ذوي الامراض المزمنة وذلك عبر قيام المهرّجين الاختصاصيين بزيارة الاطفال داخل المستشفيات.
وتوضح د. الدادا ان المشروع اخذ من مؤسسة «ثيودورا» السويسرية، حيث اخذت «اجيالنا» حق تنفيذه في لبنان وهو اول بلد عربي ينفّذ هذا المشروع الموجود في 7 دول في اوروبا، لافتة الى ان فريق «ابتسامة» يتدرب منذ سنة ونصف السنة على التعامل مع الاطفال ويتدربون على كيفية نشر الفرح في قلوب الاطفال والأهل بالاضافة الى تدريب نفسي ودورات يخضعون لها كل شهرين مرة، وتقوم «ثيودورا» بإرسال فريق من الخبراء كل شهرين يدربون المتطوعين لفترة اسبوع.
وتغطية هذا المشروع المادية مقدّمة من بنك «بلوم» وشركة «روش» بالاضافة الى تبرّعات فردية.
وينفذ برنامج «ابتسامة» حالياً في مستشفى رفيق الحريري الجامعي ومستشفى الجامعة الاميركية في بيروت ومركز سرطان الاطفال (سان جود)، على ان توسّع نشاطاتها الى مستشفيات اخرى منها اوتيل ديو والمقاصد وبهمن والروم.
طموح
تتعاون «اجيالنا» ايضاً مع الجامعة اللبنانية في مختلف المجالات كمشروع المنح المدرسية «طموح». وتشير د. الدادا الى ان اقساط الجامعة اللبنانية رمزية قياساً الى الجامعات الاخرى وبالتالي تقدّم «اجيالنا» منحاً على سنوات الدراسة كاملة وتغطي ايضاً تكلفة اقامة الطالب في بيت الطلاب.
وعلى الطالب ان يملأ استمارات واذا استوفت شروط المنحة يحصل عليها وهي مُقدّمة لطلاب لبنان فقط وهناك شرطان الاول التفوّق وثانياً الحاجة المادية.
وتضيف د. لينة هناك مشروع وقائي بالتعاون مع الجامعة اللبنانية وهو مشروع وقائي للمدارس الرسمية لأمراض التسوّس بحيث تقدّم «اجيالنا» الجزء اللوجستي للمشروع وتكلفة المشروع وهي تكلفة باهظة والجامعة اللبنانية تقدّم الأطباء وأجهزة الاسنان التي تسمّى وحدات متنقّلة. هذا المشروع مغطّى من «الجمعية اللبنانية للاطباء اللبنانيين الامركان».
السوق الديبلوماسي الخيري
هذا المشروع ينفّذ منذ سبع سنوات كما تقول د. لينة وحتى اليوم، ويشارك فيه عدد من السفارات وكل سفارة تقدّم منتوجاتها، مشيرة الى ان «ريع هذه المنتوجات يعود الى احد مشاريع الجمعية مثل الصحة المدرسية... وحتى في سنة من السنوات اشترينا عيادة متنقّلة».
رمضانيات
نشاطات «اجيالنا عديدة في شهر رمضان من توزيع مونة على العائلات الى الافطارات ومساعدة الايتام وغيرها»...
وتشير د. لينة الى ان الجمعية توزع حصصاً غذائية على عائلات مسجّلة عندها وتموّل الحصص ايضاً من تبرعات الافراد، مضيفة «بيروت كلها تطبخ معنا، نرسل العلب فارغة كل يوم بشكل منظم ويرسلون طعاماً من منازلهم واجيالنا تكمل الوجبة».
بالنسبة الى الايتام تقدّم «اجيالنا» ثياباً الى المسجّلين لديها في عيد الفطر ووجبات غذائية. وتقول د. لينة: نختار كل يوم 100 يتيم من دور الايتام من كل لبنان بحيث ننظّم خطة قبل ساعتين من الافطار نرفّه فيها عنهم ومن ثم نقدّم وجبات الافطار.
كفالة مُسنّ
وهذا المشروع هو اعالة للمسنين الذين يحملون أعباء ومسؤوليات «الذين يربّون مثلاً احفادهم وهو عبارة عن كفالة مثل كفالة اليتيم بحيث يأتي المسنّ الى المستوصف في مبنى الجمعية ويقوم بالفحوصات اللازمة ويأخذ الادوية المطلوبة مجاناً» وتضيف د. لينة «أنشأنا بطاقة تأمين صحّي في مركز اسمه المجموعة الطبية المتحدة بحيث اذا لزم المريض اي شيء غير متوافر لدينا يستطيع ان يحصل عليه من المركز».
تمويل
تلفت د. لينة الى ان هناك مصادر عديدةج لتمويل الجمعية ولكن المصدر الرئيسي هو تبرعات الافراد ويشملون اعضاء مجلس امناء جمعية «اجيالنا» وكذلك المتبرعين الدائمين الذين يتبرعون بمبالغ شهرية وتشمل العمل التطوعي.
متطوعات
هناك 75 سيدة يقدّمن مجهوداً تطوعياً في الجمعية، ما يوفر تكلفة كبيرة وهؤلاء السيدات اختصاصيات في شتى المجالات: الادارة - التغذية....
وتشير د. لينة الى ان معظم السيدات هن سيدات متعلّمات لا يعملن وبالتالي حاولنا الاستفادة من عملهن وشهاداتهن لخدمة المجتمع بشكل مفيد. ومن جهة اخرى، هناك الاطباء المتطوّعون وكل طبيب لديه عدد ساعات محدّد بالاسبوع بشكل لا يؤثر في عمله، وفي الوقت عينه يقدّم من دون مقابل وهذا يعتبر توفيراً كبيراً في التكلفة على الجمعية.
نور منتش