خطة بيريز: ليتفاوض العرب مع الفلسطينيين على دولة «مؤقتة» !

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
أعلن المعلق الــسياسي لصحــيفة «معاريف» بن كسبيت، عن خطة سياسية يعمل الرئيس الإسرائــيلي شمعــون بيريز على بلورتها لإحداث «اختراق» في المسار الفلسطيني، مشيرا إلى أن الخطة لم تعد ترتكز إلى «أحلام وردية» كالــشرق الأوســط الجــديد، وإنما إلى «نموذج مقلص وواع، بخيل وواقعي». وتقــف في قــلب هذه الخطة قضية الحل المرحلي والدولة المؤقتة التي ستنشأ ليس بمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وإنـما بــين العــرب المعتــدلين والفلسطينيين.
وبحسب كسبيت، فإن بيريز يؤمن أن التسوية النهائية، كما طمح مسار أنابوليس، ليست واردة حاليا. والسبب ليس الواقع القيادي في إسرائيل، وإنما طبيعة وواقع القيادة الفلسطينية التي تعيش أزمة شديدة. «فغزة بيد حماس وكل شيء معلق في الهــواء. وفي وضع كهذا لا مكان للتوجه الى اتفاقيات كبيرة. يتوجب الاكتــفاء بالأمور الصغيرة واسرائيل ليست بحاجة لإجراء المفاوضات مع الفلــسطينيين. يجب إعطاء هذه المفاوضات للعرب. لتقم الجامعة العربية والدول المعتدلة الكبرى ـ مصر والأردن والمغرب وتونــس والجــزائر والســعودية داعمة ـ بالمهمة. هم سيجلبون الفلســطينيين الى هذه الحــكاية وليـس نحن».
ويشار إلى تناغم كبير بين بيريز ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وتلاؤم ذلك بصورة مدهشة مع برنامج شاؤول موفاز من كديما، الذي يتحدث عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة. ويرى هؤلاء أن الكتل الاستيطانية الكبرى تبقى بيد اسرائيل، بينما ان القدس المحتلة وقضية اللاجئين، قضيتان غير قابلتين للحل الآن.
ولفت كسبيت إلى أن بيريز وحاييم رامون كانا قدما هذا الاقتراح لباراك قبل توجهه الى كامب ديفيد في العام 2000. قالا لوزير الدفاع «دعك من إنهاء الصراع او من التسوية الدائمة ولتركز على اتفاق انتقالي من 10 - 10– 80 (دولة فلسطينية على 80 في المئة من الارض، كتل بمساحة 10 في المئة تبقى في اسرائيل، واستئجار الغور لـ20 عاما). ولكن باراك هرول آنذاك كعادته وكسر رأسه ورأسنا معه. لكنه على الأقل تعلم شيئا ما. الآن هو جاهز للسير مع هذه الخطة. اقامة دولة فلسطينية مؤقتة الآن وبعد ذلك سنرى ما سيكون».
ويرى كسبيت أن بيريز هو اليوم محرك كل هذه الرواية. كان في مصر «وأقنع» الرئيس المصري حسني مبارك. كان في الاردن «واقنع» الملك عبد الله الثاني. كان عند الرئيس الاميركي باراك اوباما «وحصل على مباركته». وكتب أن «بين الرئيسين اوباما وبيريز ايضا علاقة هاتفية. بيريز يعرف بالتطورات بصورة دائمة. هو لم يقنع السعوديين بعد، أما الفلسطينيون فهو يعكف على إقناعهم بكل قوة. هو لا يرتاح للحظة، يأتي ويذهب يتصل ويُطلع ويَطلع. وفقا لخطة بيريز، اسرائيل ستكون الطرف المبادر. هي ستدعو العالم العربي الى مؤتمر كبير مع الاميركيين والروس والأوروبيين والأمم المتحدة وكل العالم بسفرائه».
ويتساءل بيريز بحسب كســبيت «الدولة الفلســطينية المؤقتة كما نعلم قائمة في خريطة الطريق ايضا والجميع اتفــقوا حولها، حتى افيغدور ليبرمان، أليس كذلك؟ اذا ما هي المشــكلة؟ بنيامين نتنياهو كما يقال بحق بيريز يعرف كل شيء وهو يبارك التحــرك. هذا لا يعني انه لن يقفز من القارب قبل الوصول الى مطب المياه الأكــبر بلحظات. ولكنه موجود هناك في الوقت الحاضر. الصحبة والأخوة بين الاثنـين استثنائية».
يقول بيريز ايضا إن «هناك حاجة للصبر ولكن من المحظور الخوف او التردد. وهو يقول لنتنياهو: لديك غالبية ولكن بيبي ليس واثقا من ذلك. دان مريدور ايضا يساعد هنا ولكن نتنياهو مصاب بالخوف. ان لم تبادر، يقولون له فان الآخرين يبادرون بدلا عنك. وان لم تطرح خطتك وتدعو الجميع الى مؤتمر دولي، ستجد نفسك مدعوا لذلك المؤتمر. ولكن سيكون اوباما بانتظارك هناك مع خطة العودة لخطوط حزيران 1967.. اذا لماذا تفعل هذا بنفسك؟».
ويمضي كسبيت فيشير إلى أن بيريز «يقــول ان كل من يحــمل مطــرقة في يده يعتبر ان لكل مشــكلة مسمارا. ولكــن هذا ليس صحيحا. فهناك مشاكل يتوجب الالتفاف عليها بكل بــساطة او استخدام صياغات وعبارات لحلها. مثل قضية تجميد المستوطنات. بيريز يحاول إيجاد صيغة، ولكن نتنياهو في الوقت الحاضر خائف. بيبي هو المسمار في هذه الحالة، والأميركيون يمتلكون بيدهم مطــرقة كبيرة. بيريز من ناحيته يرى فقط ما يروق له. بيريز يرى المشاهد ويسمع الأصوات ولكنه يفضل التركيز على الجوهر. والجوهر هو السير الى الأمام».
ولمناسبة ذكر حزب كديــما، «هناك ايضا تطبخ أمور تسير نحو النضوج. الخطة التي طرحها موفــاز مؤخرا تتلاءم مع خطة بيريز – باراك، وهذا ليس صدفة. ان حــدث ذلك فان حزب كديما لن يتمكن من تجاهل الامر. هناك غالبــية واضحة دراماتيكية داخل كديما مع هذه الخطة. هذه الغالبــية تتبــلور من وراء ظهر تســيبي ليفني قائدة كديما التي تؤمن بخــطة مغايرة تماما. انابــوليس ليفــني تقوم على مبدأ معاكس: البدء من النهــاية والعــودة للــوراء. اتفاق بــيريز وباراك المؤقــت يبــدأ الآن ويســير للأمــام. داليا ايتسيك مثلا ستؤيد التسوية الانتقالــية وكــذلك تـساحي هنــغبي (الذي يتحدث ايهود بــاراك معــه بالأساس).. أما شــاؤول موفــاز، فهـو بالتأكيد مع ذلك».
وفي هذا السياق، «ان استطاع نتنياهو استجماع قوته، فسيكون من الصعب على ليفني إبقاء كديما خارج الحكومة».